ثقافة الشك والمؤامرة في المشهد الكروي الوطني

بقلم : محمد علاوي
أبرز ما يميز المشهد الرياضي الكروي غزو ثقافة الشك ولغة التآمر والاستهداف ،فأصبحت شرائح متعددة تؤمن بهذه الثقافة خاصة إذا تعلق الأمر بالحقل الرياضي ،ومايلفت الانتباه أن هذه الظاهرة تسربت إلى المسيرين والمدربين والافظع من ذلك انتقال هذا المرض إلى الجسم الصحافي المسموع منه والمرءي والمكتوب، ولعل قطبي الدار البيضاء ومحيطها هم الأكثر تشبعا بهذه الثقافة وإيمانا بلغة الاستهداف والمؤامرة، خاصة إذا كانت فرق هذه المنطقة العالمية في أزمة تسيير أو أزمة نتائج، فالاخطاء التحكيمية التي تخدم مصلحة فريقهم فهي حلال ويجدون لها الف مبرر وحين يحدث العكس فهي حرام بل يذهب بعض المحللين يتقمصون شخصية خبير في التحكيم ويعتبرونها مجزرة في حق الفرق التي يدافعون عنها، أن هذه مؤامرة تحاك ضدهم ،وأن لقجع داير خدمة نقية….و…و ،حتى الأحكام والقرارات المنبثقة عن لجنة الجامعة سواء لجنة الاخلاقيات او لجنة البرمجة لم تسلم من التشكيك. ان المشهد الكروي الوطني لم يتقدم ولن يخطو إلى الأمام مادام أن هناك من يريد أن يستحوذ على كل شيء، ويسعى الى إقصاء الفرق الأخرى وتبخيس عملها والتشكيك في نتائجها، فالبطولة الاحترافية لن يرقى مستواها إلا بوجود مجموعة من الفرق التي تنافس وبقوة وتريد إثبات ذاتها. مع الاسف أن بعض المنابر والصفحات الاعلاميةدخلت هذا المستنقع، وكرسته خدمة لأندية معينة إما جبنا أو خوفا من جماهير تلك الاندية. وبالطبع هذا ما يزيد في إشعال فتيل الحروب بين الجماهير المغربية،واندلاع الحروب الكلامية المؤسسة على لغة الشارع. ان التعصب لن يخدم كرة القدم لا من قريب او بعيد، وكرة القدم لاتنحصر في مدينة أو مدينتين، والأخطاء التحكيمية واردة في لعبة كرة القدم،وهذا ما يفرض تكافؤ الفرص بين الجميع، وثقافة الشك والتآمر يدمر المشهد الكروي،وينفر الناس من ولوج الملاعب، خاصة جماهير الشعب التي تريد أن تحصد اليابس والاخضر اعتمادا على التشكيك والاستهداف، ولكن من أراد أن يحصد كل شيء قد يسقط ولن يجني غير اليابس….،!!!
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار