فن و ثقافة

إسدال الستار على مشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية ببركان بإصدار مجموعة من التوصيات للنهوض بأحوال المرأة وتحسين أوضاعها

إسدال الستار على مشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية ببركان بإصدار مجموعة من التوصيات للنهوض بأحوال المرأة وتحسين أوضاعها

عبد القادر بوراصا

اسدل الستار، يوم الأربعاء 20 يناير 2021 بمركز التكوين النسوي، وسط مدينة بركان، على فعاليات الحفل الختامي لمشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية، الممول من الاتحاد الأوروبي، في إطار برنامج “مشاركة مواطنة” المسير من طرف مكتب الأمم المتحدة لتدبير خدمات المشاريع..

المشروع الذي سهرت على إنجازه بنجاح كبير جمعية غزال للتنمية ببركان بقيادة رئيستها غيزلان الطهراوي عرف عملا مكثفا ودؤوبا امتد لتسعة أشهر كاملة، تخللته دورات تكوينية حول مدونة الأسرة وقانون مناهضة العنف ضد النساء، وتقوية القدرات الذاتية والنفسية للنساء وتمكينهن من المهارات التقنية في التواصل، وتلقينهن المساطر الإدارية والقانونية في تأسيس التعاونيات وإحداث مشاريع مدرة للدخل، ودورات تدريبية في الكوتشينغ هدفها صقل شخصية المرأة وتنمية قدراتها الشخصية، ورافق كل ذلك حملات تحسيسية وتوعوية تروم مناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، أطرها أساتذة وعلماء دين وخبراء وأطباء أكفاء بمهارة عالية…

هو عمل مضني دون شك ولكن جاءت نتائجه مثمرة ومفيدة للغاية، توجت بإصدار دليل رسملة مشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية، تم قدم خلاصاته مستشار المشروع الهاشمي شكري في الحفل الختامي الذي تم تنظيمه على امتداد يومي 19 و 20 يناير مراعاة التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وهي تدابير تم احترامها والالتزام بها بشكل صارم. وهكذا سلط مستشار المشروع كشافات الضوء على المشروع المذكور عبر الإشارة إلى سياقه العام واستراتيجية جمعية غزال للتنمية في تنزيله (المشروع)، وأهدافه العامة والخاصة، قبل أن يبرز منهجية رسملة المشروع وتوصيف فقراته، ليخلص إلى الإنجازات والنتائج، ثم الاستنتاجات والتوصيات.

عرض تابعه الحضور باهتمام كبير لغناه بمعلومات وإحصائيات دقيقة، قبل أن يفسح المجال أمام المتدخلات اللواتي تسابقن نحو المنصة الرسمية للإدلاء بوجهات نظرهن وتقديم مقترحاتهن، دون أن يفوت الكثير منهن الحديث عن تجربتهن منذ انخراطهن في مشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية والتعبير عن مدى استفادتهن منه.

هذا وانبثقت عن هذا المشروع الهادف والبناء جملة من التوصيات الهامة كانت ثمرة نقاشات تفاعلية بناءة منذ تنزيل برنامج المشروع، والتي يمكن إجمالها في ضرورة تكثيف الدورات التدريبية في مجال التنمية البشرية وتقوية القدرات النفسية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي والتخفيف من آثاره، توسيع المجالات الترابية للتكوين لتشمل المناطق الهشة بالجماعات الترابية القروية والمجالات الهامشية المحيطة بالمراكز الحضرية الأكثر هشاشة، خلق خلايا للتدريب بالأندية النسوية وإدماجها ببرامج التأهيل المهني، تكوين مدربات في شعبة التنمية البشرية على غرار المساعدات الاجتماعيات، الدعم المباشر لتسيير مراكز الاستماع والتوجيه، مأسسة مراكز الاستماع والتوجيه، إحداث مراكز للإيواء والتكفل بالنساء المعنفات…

وكان للجانب القانوني المرتبط بمدونة الأسرة ومناهضة العنف نصيب من هاته التوصيات أيضا، وتتمثل في تبسيط المساطر الإدارية والقضائية المتعلقة بمدونة الأسرة، توفير المساعدة القانونية اللازمة للنساء في وضعية هشة في حالة اضطرارهن للمطالبة بحقوقهن المنصوص عليها في مدونة الاسرة، تجريم الحالات التي يثبت فيها التحايل الواضح للاستفادة من التعدد، تبسيط مسطرة الاستفادة من صندوق التكافل الأسري، تقوية قدرات الجمعيات العاملة في مجال مناهضة العنف ضد النساء وتوفير الدعم المالي والبشري لها، إحداث مراكز محلية للتكفل بالنساء ضحايا العنف خصوصا اللائي بدون مأوى، تمكين النساء ضحايا العنف من مهارات يدوية لتسهيل انخراطهن في سوق الشغل وتحقيق استقلاليتهن المادية، إحداث مراكز القرب تهتم بالاستماع والتوجيه، خصوصا بالمناطق الهامشية ذات الكثافة السكانية العالية…

وتوج الحفل الختامي بتوزيع شواهد تقديرية مستحقة على المستفيدات من مشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية، تسلمنها وسط عاصفة مدوية من التصفيقات وعبارات الثناء تمطرهن من زميلاتهن، وهن كلهن أمل في لقاء قريب ضمن مشروع آخر ودورات تكوينية هادفة تروم النهوض بأحوال المرأة البركانية والمغربية عموما وتحسين أوضاعها باعتبارها نصف المجتمع وشطر الأمة…

جدير بالذكر أن الحفل الختامي الذي كان ناجحا بامتياز بفقراته المتنوعة وتنظيمه المحكم بفضل خبرة وحنكة الناشطة الجمعوية المتميزة غيزلان الطهراوي، رئيسة جمعية غزال للتنمية حاملة المشروع ببركان، وفريقها المتكامل، حضره كل من المدير الإقليمي للشباب والرياضة المديرة الإقليمية لقطاع الشغل، المدير الإقليمي للتعاون الوطني، نائب رئيس المجلس العلمي المحلي، رئيس مكتب الضبط، ممثل البنك العقاري والسياحي، وعدد من فعاليات المجتمع المدني ذات الاهتمام بالشأن النسائي، فضلا عن المستفيدات من مشروع التمكين من أجل الخدمة المحلية.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار