فن و ثقافة

محمد إسماعيلي “الغدر والخيانة”

🤔خواطر للتأمل🤔67
“الغدر والخيانة”
الغدر والخيانة هي تلك الضربات التي يوجهها لنا أقرب الناس إلى قلوبنا…
الغدر والخيانة هي تلك السكين التي تطعننا من خلف بهدوء قاتل لتدمي قلوب أحبت بصدق ووثقت بمن أحبت فكانت نتيجة تلك الثقة الغدر وذلك الحب الخيانة…
الغدر والخيانة ليست في المشاعر والأحاسيس فقط بل لا فرق بين خيانة القلب وخيانة الجسد.. ولا فرق بين خيانة الواقع وخيانة الوطن.. ولا فرق بين خيانة الأمانة وخيانة المبدأ.. ولا فرق بين خيانة الضمير وخيانة القلم..
قد يجد الخائن ألف مبرر لغدره ويخلق ألف عذر ليقنع نفسه بصواب ما فعل وقد يصمت عن فعلته لكن لن يستطيع أن يجد وصفا حقيقيا لما قام به وارتكبه سوى أنها غدر وخيانة.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول الخيانة إلى وجهة نظر وأن يصبح الغدر رأي آخر…
والخيانة قد لا تأتي مرة واحدة أو دفعة واحدة بل قد يكون لها الكثير من المقدمات والجرعات فإن لم يتم الانتباه إليها في حينها وتم السكوت عنها بدل مواجهتها صار ذلك الصمت عجينة تُصنَع منها الخيانة… وأصبح ذاك السكوت شيطانا أخرصا…
والغدر هو أسوأ الجرائم الإنسانية وأكثرها خسة حتى وإن كان القانون لا يعاقب على الخيانة… لأنّ الإنسان لا يستطيع دائماً أن يفعل كل ما يريد في مواجهة الآخرين ولكن يفعل ذلك من خلفهم… يخون ويغدر…
الخيانة هي ذلك الحذاء البغيض الذي يدوس على وردة الحب وزهرة الوفاء فيسحقها… فقلب المحب أمانة فإن لم تكن أهلاً لذلك الحب والوفاء فابتعد ولا تكسر القلوب وتدوس على المشاعر… فالوفاء من شيم الكرام والغدر من صفات اللئام… والحب الصادق كالقمر عندما يكون بدراً… والكسوف هو نهايته عندما يلاقي غدراً… وإذا كنت تحب بصدق فلا تتخاذل لأن التخاذل هو الخيانة ولكن بحروف مختلفة…
أبشع الخيانات خيانة الأوطان… فخائن الوطن هو ذلك الذي يكون سببا في أي خطوة يخطوها العدو داخل أرض ذلك الوطن تحت يافطات براقة أو أسماء مستعارة…
خائن الوطن يبيع بلده وينهب خيرات وطنه ليطعم العدو… فلا الوطن يسامحه ولا العدو يكافئه…
خائن الوطن كل من تولى أمور البلاد والعباد فنام عنها حتى أضاعها… فمن ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من كل مبدأ وديانة… فكلكم راع… وكل مسؤول عن رعيته…
وتبقى خيانة القلم من أسوء وأخطر الخيانات فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً… بينما القلم الخائن قد يقتل شعوبا وأمماً…
أن تخسر شخصاً بسبب الموت أقل إيلاماً من خسارته لانعدام الثقة… الموت قد يؤثر على المستقبل فقط وتبقى الذكريات… لكن الخيانة تقتل كل شيء… الماضي والحاضر والمستقبل… الخيانة تأكل الأخضر واليابس وتحطم الذكرى وتُنهي الآمال…
الغدر والخيانة جبن فلا نامت أعين الجبناء…
م.إسماعيلي
2020/12/27

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار