المهندس البركاني فوزي لقجع مستهدف من جهات معادية للمغرب ورأسه مطلوب بجنوب إفريقيا والجزائر ومصر وتونس وساحل العاج وموريتانيا والسنغال
المهندس البركاني فوزي لقجع مستهدف من جهات معادية للمغرب
ورأسه مطلوب بجنوب إفريقيا والجزائر ومصر وتونس وساحل العاج وموريتانيا والسنغال
إعداد:عبد الرحيم باريج/منير حموتي
تقدم فوزي لقجع،رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم،رسمياً بترشيحه لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة “الفيفا”،قبل أربعة أشهر تقريباً من موعد جمع عام “الكاف”،الذي يحسم في تمثيل المسؤولين الأفارقة داخل الجهاز الكروي الدولي لكرة القدم خلال الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي،في 12 مارس 2021 في العاصمة الرباط،حيث ستجري انتخابات رئاسة “الكاف”،الذي ترشحت له لحد الآن أربعة أسماء (باتريس موتسيبي رئيس نادي صن داونز الجنوب إفريقي،ورئيس الاتحاد الإيفواري لكرة القدم جاك أنوما،وأحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم،وأوغستن سنجور رئيس الاتحاد السنغالي السابق)،ولن تكشف “الكاف” عن القائمة الرسمية إلا يوم 11 يناير من العام المقبل.
ومن المعلوم أن انتخابات المكتب التنفيذي تتم عبر المناطق التابعة للإتحاد الإفريقي حيث يوجد مقعدين لمنطقة شمال إفريقيا،دون احتساب مقاعد الفيفا،أحدهما يشغله حاليا الليبي عبد الحكيم الشلماني الذي تنتهي مدته النيابية عام 2023 باعتباره ترشح في 2019.أما المقعد الثاني فيشغله حاليا فوزي لقجع الذي تنتهي مدته النيابية في مارس 2021.وتتعلق الترشحات الخاصة بمنطقة شمال إفريقيا هذه المرة بمقعد وحيد لم يترشح له سوى وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم،الأمر الذي يعني عدم وجود منافس له وبالتالي فوزه بشكل آلي وضمان عضويته للمكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي في المدة النيابية 2024/2021.
وسيكون لانتخابات رئاسة الكاف تأثير مباشر،على انتخابات المكتب التنفيذي للفيفا،وخاصةً فيما يتعلق بشمال إفريقيا.وينص تقسيم المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي،على تمثيل الدول الناطقة بالعربية والبرتغالية في إفريقيا بمقعدين فقط.وفي حال نجاح ولد يحيى في الوصول لرئاسة الكاف،سيحظى بمقعد في الفيفا،يُخصم من مقعدي المتحدثين بالعربية والبرتغالية.
ولدى منطقة شمال إفريقيا بالنسبة للانتخابات الخاصة بمقاعد إفريقيا في الفيفا مقعدين أيضا يشغلها حاليا كل من التونسي طارق بوشماوي الذي تنتهي ولايته في 2021 ولم يعد معنيا بالانتخابات والمصري هاني أبو ريدة الذي تنتهي ولايته أيضا في نفس التاريخ.وستكون هناك منافسة على المقعدين وقد ترشح كل من فوزي لقجع والمصري هاني أبو ريدة والجزائري خير الدين زطشي،وستكون المنافسة مفتوحة بينهم،وحسب المعطيات المتوفرة فان المغربي فوزي لقجع شبه ضامن للفوز بمقعد.ومن المنتظر أن يحتد التنافس بين هاني أبو ريدة وخير الدين زطشي من أجل الفوز بالمقعد الثاني.وتعد فرص أبو ريدة كبيرة في النجاح،وقد تحتم عليه المصالح المشتركة رفقة فوزي لقجع،الوقوف ضد ولد يحيى خصوصا في انتخابات الكاف،لتسهيل مهمتهما في انتخابات الفيفا.واُستبعدت لجنة الأخلاقيات ب”الفيفا” رئيس “الكاف” الحالي من الإنتخابات،ونجح ولد يحيى في اقتناص المنصب،ستكون فرصة لقجع وأبو ريدة أصعب في معركة الفيفا.
وتُعد خطوة فوزي لقجع،الأولى من نوعها لدخول أروقة “الفيفا”،إذ لم يتقدم أي رئيس سابق للجامعة بترشيحه،لتعزيز المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم.
وعاد اسم فوزي لقجع،النائب الثاني لرئيس الكونفدرالية الإفريقية،ليتردد داخل أوساط الرأي العام الرياضي المصري،بعد تأجيل موعد مباراة فريق الرجاء الرياضي والزمالك المصري،لحساب إياب دور نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم.وتسعى مصر،منذ أزيد من عامين،عبر قنواتها الإعلامية،إلى تصريف خطاب المظلومية وتعليق شماعة فشلها في كسب بعض القضايا داخل ردهات “الكاف”،على مسؤولية فوزي لقجع وادعاءها خدمته لأجندة الأندية المغربية على حساب منافسيها،بسبب نفوذه داخل الجهاز منذ أن تولى مهام نائب الرئيس داخل المكتب التنفيذي.
ولعل الموضوع الحديث الذي أشعل النار في نفوس المصريين،هي المستجدات المرتبطة بمسابقة دوري أبطال إفريقيا،والتي شهدت قرار تأجيل مباراة إياب نصف النهائي بين الرجاء والزمالك،في الوهلة الأولى،بسبب الإصابات بفيروس “كورونا” لدى الفريق المغربي،قبل أن يتم إرجاء موعد اللقاء نظرا لطلب السلطات المصرية المرتبط بتنظيم الاستحقاقات البرلمانية.وهناك انطباعات شبه موحدة لدى الإعلام المصري عن الدور الذي يلعبه فوزي لقجع داخل كواليس الكرة الإفريقية،مؤكدا على “قوة” الرجل التأثيرية في بعض القرارات المتخدة في السير العام للمسابقات،كما هو الحال بالنسبة للتأجيلات والتغيرات في الجدولة الزمنية،التي تقرها لجنة الأندية والمسابقات ولجنة الطوارئ داخل “الكاف”،التي يعتبر لقجع عضوا فاعلا داخلها.وترى الصحافة المصرية أن التأثير المغربي داخل أروقة الجهاز الكروي القاري أخذ أبعادا مهمة،حيث استفادت حسبها الأندية المغربية من تواجد رئيس جامعتها داخل “الكاف”،بعد أن كان الأخير يعرف حضورا مصريا قويا،خلال عقود من الزمن،لما كان يتربع الكاميروني عيسى حياتو على كرسي الرئاسة.وإن كانت الندية المغربية المصرية بلغت ذروتها خلال هذا العام،بعد وصول ممثلي البلدين إلى الأدوار النهائية لمسابقتي دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية،فإن تتويج فريق نهضة بركان باللقب الأخير،على حساب نادي بيراميدز المصري،زادت من موجة الاحتقان في القاهرة،حيث اتهم لقجع بالتحيز للفريق “البرتقالي” الذي يظل رئيسه الشرفي رغم ابتعاده خلال العام الماضي عن منصب رئيس النادي.
بينما لقجع لا يهتم لما يثار حوله داخل الإعلام المصري،من منطلق أن دفاعه عن مصالح كرة القدم المغربية أمر طبيعي،من منصبه داخل الكونفدرالية،وهو ما تعاهد عليه مع نفسه منذ أن تم انتخابه داخل الجهاز بصفته الرئيس المنتخب للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وممثل كل الأندية المغربية في الأمور المرتبطة بمشاركاتهم القارية وتمثيلهم لكرة القدم الوطنية.كما أن مصر تتعامل بحساسية كبيرة مع الحضور المغربي في “الكاف”.إضافة إلى أن الإعلام الرياضي المصري لم يكن أبدا محايدا في تعاطيه مع مجريات دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية خاصة وشؤون الكرة الإفريقية عامة،على غرار ما تقوم به الصحافة الجنوب إفريقية والجزائرية المعروفة بعدائها للمملكة المغربية واللتان قامتا غير مرة بترويج معطيات كاذبة ومغلوطة لمحاولة النيل من فوزي لقجع،خصوصا بعد النجاحات التي حققها في الفترة الأخيرة إفريقيا وعربيا.
علاوة على أن الحرب المفتعلة التي يشنها الإعلام التونسي،عقب إقصاء الصفاقسي التونسي أمام نهضة بركان في نصف نهائي كأس “الكاف”،والتي لا علاقة لها بالمهنية ولا الموضوعية المطلوبة في الإعلام،ليست إلا مجرد تسخينات لمصلحة الميلياردير التونسي طارق البوشماوي عضو المكتب التنفيذي للكاف،ورئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الإفريقي،وكان أيضا رئيسا للجنة الحكام بالكاف،وهو حاليا عضو كذلك بال”فيفا”،والذي يمني النفس بالترشح لرئاسة “الكاف”،يعرف أن الطريق إلى كرسي رئاسة الكاف لا يمكن أن تكون معبدة دون إزاحة فوزي لقجع،ولذلك،فحرب الإعلام التونسي كان ولازال هدفها رأس لقجع وليس أحدا آخر.
واستطاع لقجع أن يحول التراب المغربي إلى مشاتل ممتدة ومترابطة للفرح،في حيز زمني ضيق،وبغير قليل من الجدارة التي يشهد بها الخصوم قبل الأنصار،والتي جعلت الأعناق تشرئب إليه للوقوف على أسرار نجاحه على المستوى الوطني والقاري.إذ استطاع هذا المهندس الزراعي أن يدخل في منافسة شديدة مع واحد من أشرس المناهضين للوجود المغربي في “الكاف”،ألا وهو محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم،حيث نجح في إزاحة هذا الأخير من منصبه كممثل لشمال إفريقيا داخل “الكاف” بعدد أصوات لا يقبل الجدل (41 صوتا مقابل 7 أصوات)،وهو الانتصار المدوي الذي أسال مدادا كثيرا في وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
ولم يقف عند هذا السقف،أي الانتصار على أحد ديناصورات “الكاف”،بل تعداه إلى انتزاع منصب النائب الثالث لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم،فضلا عن رئاسة “لجنة الطوارئ” داخل الكونفدرالية.أما رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فقد آلت إليه،لولاية ثانية،بالإجماع من قبل 39 مندوبا من أصل 48،حضروا الجمع العام في يوليوز 2017.ولم تتوقف إنجازات لقجع عند هذا الحد،بل تمكن من توظيف تسعة أسماء مغربية في لجان “الكاف”،كما نجح في تحويل الملاعب المغربية إلى منطقة جذب لأكبر التظاهرات الإفريقية.
ولا يعتبر المهندس فوزي لقجع ابن مفتش التعليم المتقاعد شافاه الله وعافاه،طارئا على كرة القدم،إذ سبق له أن كان لاعبا في فريق نهضة بركان للنائشين،وهو رئيسها الشرفي حاليا.وكان قد انتخب رئيسا للنهضة البركانية في شهر شتنبر من عام 2009،قبل أن ينتخب في 11 نونبر 2013 رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم،وهو المنصب الذي تجددت له رئاسته في يوليوز 2017.ويعتبر فوزي لقجع إضافة نوعية للمغرب،ويكفيه فخرا أنه استطاع أن يخرج الأعلام والرايات إلى الشوارع،وأن يجعل المغاربة قاطبة،داخل الوطن وخارجه،يرددون في وقت واحد “ديما مغرب”،وفي عهده فاز نادي النهضة البركانية بكأس الكونفيدرالية الإفريقية،وإن شاء الله سيُتوج كبطل أبطال القارة الإفريقية بعد فوزه بكأس السوبر الأفريقي.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار