النهضة البركانية تتأهب لكتابة صفحة مشرقة في تاريخها.
النهضة البركانية تتأهب لكتابة صفحة مشرقة في تاريخها
يدخل فريق نهضة بركان لكرة القدم، هذا الأحد 25 أكتوبر 2020، غمار نهائي كأس الكاف لعام 2020، ضد بيراميدز المصري، من أجل أن يؤسس لقاعدة جديدة في القاموس الرياضي، تقول: الثانية يمكن أن تكون ثابتة، قبل الثالثة!.
الفريق المغربي كان قاب قوسين أو أدنى من أن يفوز بلقب المسابقة للعام الماضي (2019)، حينما واجه الزمالك المصري في مباراة الإياب الحاسمة، لكن التحكيم حرمه من أن يحقق إنجازا تاريخيا ويعود إلى المغرب حاملا معه اللقب القاري.
للمرة الثانية على التوالي، يبلغ الفريق “البرتقالي” المباراة النهائية، لكن الأقدار أبت إلا أن تضعه مرة أخرى أمام فريق مصري آخر، اسمه هذه المرة بيراميدز.
ورغم أن المنافس حديث العهد بالحضور على الساحة الإفريقية، بحكم أنه يشارك لأول مرة في مسابقة قارية، إلا أن ذلك لا ينقص من قيمته، ولا يعني أنه سيكون عقبة سهلة العبور.
فوصوله إلى المباراة النهائية، لم يتحقق عن طريق الصدفة، وإنما عن جدارة واستحقاق، بعد أن قدم عروضا جيدة وقوية، أثبت من خلالها أن دخوله إلى الساحة القارية، لم تتحكم فيه بالدرجة الأولى الاعتبارات المتعلقة بكسب الخبرة والتجربة، بقدر ما تحكمت فيه اعتبارات وطموحات جارفة لحصد الأخضر واليابس!!.
فالفريق الذي لم ير النور، إلا سنة 2008، أصبح اليوم علامة فارقة في مشهد كرة القدم المصرية، وكأنه استمد هذه السرعة الفائقة في التألق والصعود إلى القمة، من دلالات ومعاني الاسم التراثي والحضاري الذي يحمله.. “الأهرام”، وما يرمز إليه من أنفة وشموخ وقدرة جبارة على الصمود، في وجه تقلبات وأعاصير الزمن.
الفريق حرق المراحل، وبات محجا للاعبين بارزين على الساحة المصرية، ومنافسا عنيدا لكبار الأندية هناك في استقطاب أسماء وازنة.
كل هذا، يؤكد أن ممثل المغرب في النهائي، سيواجه منافسا قويا، يستحق أن يضرب له ألف حساب، ويحذوه هو الآخر طموح كبير في التتويج باللقب القاري.
ونستطيع أن نؤكد بأن نهضة بركان واعية بقوة المنافس، لكن من الضروري أن يثق لاعبوها بقيادة مدربهم المتميز طارق السكيتيوي، في إمكانياتهم وقدراتهم، وأن يخوضوا المباراة بنفس الروح والارادة التي ميزت عطاءهم ومردوديتهم في المباريات السابقة، وبتركيز ويقظة كبيرة، لأنهم يمتلكون مقومات القدرة على بعثرة أوراق بيراميدز، وتحقيق الإنجاز القاري الذي ينتظره بصفة خاصة البركانويون، وبصفة عامة المغاربة، لأن اللقب سيدعم سجل كرة القدم الوطنية بقلادة ذهبية جديدة.
نهضة بركان هي اليوم على موعد مع التاريخ، لتنضاف إلى سجل الأندية المغربية المتوجة بكأس الكاف في نسختها الجديدة، التي انطلقت عام 2004، أو في نسختها القديمة التي بدأت سنة 1992، قبل أن تدمج مع كأس الكؤوس وتصبح تحت مسمى كأس الكاف/ الاتحاد.
فالحذر واجب، لأن الأخطاء الفادحة ستكون مكلفة، والسيطرة على المباراة لا تعني أن الفوز مضمون، فالتفاصيل والجزئيات الصغيرة تكون حاسمة في مثل هذه المواعيد التي تطغى عليها الحسابات التكتيكية.
لذلك، لابد من خوض النهائي بكثير من الذكاء والواقعية، والاعتماد على الأداء الجماعي الفعال للحيلولة دون منح المنافس أي متنفس لفرض حساباته.
لنا الثقة في أنكم لن تضيعوا فرصة الفوز باللقب، وهو يحط الرحال بأرض الوطن.
بالمثابرة والاجتهاد واليقظة، سيتحقق الحلم الذي يستحقه فريقكم، بعد عقود من الحضور والتطلع إلى مستقبل زاهر.
إنها مباراة تاريخية للنهضة البركانية، لكتابة صفحة جديدة في مسيرتها الرياضية.
كل المتمنيات بالنجاح، وإهداء أول لقب قاري لساكنة بركان والمنطقة الشرقية.
عبد اللطيف المتوكل
** رسالة الأمة عدد السبت /الأحد 24-25 أكتوبر 2020
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار