أنوار يكتب: من بعثة “MINURSO” إلى بعثة “MINUPASM” … الأمم المتحدة أمام منعطف جديد
بعد أكثر من ثلاثة عقود على تأسيس بعثة المينورسو للإشراف على وقف إطلاق النار والتحضير لاستقراء أو لاستفتاء في الصحراء المغربية، بات واضحا أن خيار الاستفتاء لم يعد واقعيا ولا قابلا للتنفيذ، فقرارات مجلس الأمن الأخيرة أكدت بوضوح على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي ودائم، وهو ما ينسجم مع مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية سنة 2007.
اليوم، ومن منطلق التراكم المعرفي والخبرة في العلاقات الدولية أطرح سؤالا محوريا، ماذا لو تحولت بعثة المينورسو إلى بعثة أممية لدعم تنزيل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية؟ الأكيد أن هذا التحول، سيتحقق في الأشهر المقبلة ولن يكون شكليا فقط، فمن المتوقع أن يتغير حتى اسم البعثة ليعكس مهامها الجديدة، بدل MINURSO، قد نرى بعثة جديدة باسم
Mission des Nations Unies pour l’Appui au Processus d’Autonomie au Sahara Marocaine (MINUPASM)، أي بعثة الأمم المتحدة لدعم مسار الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، إن هذا التحول المتوقع يجد مبرراته في المواقف الدولية المتسارعة التي واكبناها وسايرنا مساراتها ومحطاتها الديبلوماسية التي تجسدت في انتصارات تاريخية بقيادة ديبلوماسية ملكية رسمية حكيمة، فالولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ووصفت الحكم الذاتي بأنه الحل الوحيد الجاد، إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة التي أعلنت بشكل فصيح أن المبادرة المغربية هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وهولندا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية عبرت بدورها عن دعمها الصريح لمخطط الحكم الذاتي، دول عربية وإفريقية افتتحت قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، في خطوة عملية لترسيخ مغربية الصحراء…
إن أي تحول في طبيعة بعثة المينورسو سيكون بمثابة إعلان رسمي عن نهاية مرحلة الجمود، واعترافا بأن مخطط الحكم الذاتي هو الحل العملي القابل للتنفيذ، الأمم المتحدة بلجانها وهيئاتها ومجالسها إذن تقف أمام لحظة تاريخية، إما الاستمرار في إدارة الأزمة أو الانخراط في صناعة الحل.
أنوار قورية : دكتور في الاعلام والسياسات الدولية – فرنسا
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار