السلطة الرابعة

أنوار يكتب: هل يفضح الجن ما عجز عنه الإنس؟

 

في تطور مثير يفضح عمق الأزمة التي يعيشها النظام الجزائري، تمكن الجنرال عبد القادر حداد، المدعو “ناصر الجن”، من الفرار من الإقامة الجبرية بطريقة تثير التساؤلات عن مصداقية مؤسسات الدولة وقدرتها على السيطرة حتى على رموزها، هذه الحادثة ليست مجرد هروب ضابط سام، بل هي مؤشر على تفكك يهدد أسس النظام برمته.

✓- هروب يعكس انهيار الثقة الداخلية

تفيد المعلومات أن هروب الجنرال حداد تم بمساعدة الجنرال محرز، مدير المديرية المركزية لأمن الجيش (DCSA)، وهو ما يكشف عن تشققات عميقة داخل أعلى هرم السلطة، هذه ليست مجرد خلافات بين أجنحة الحكم والتحكم، بل تمرد عشيرة كاملة تمتلك من النفوذ والقوة ما يمكنها من تحدي النظام نفسه، والأكثر إثارة أن الجنرال محرز نفسه قد تقرر إنهاء مهامه وسيتم سجنه في الأيام القادمة، مما يؤكد أن المعركة داخل قصر مرداية بلغت ذروتها.

✓- أسرار قصر المرداية على المحك

يهرب “ناصر الجن” وهو يحمل معه أسرارا خطيرة قد تعري ما تحيكه الجزائر من مؤامرات خبيثة داخلية وخارجية، فهل سيفضح هذا الجنرال الهارب ما عجزت عنه المعارضة لسنوات؟ الأسرار التي يحملها قد تهز أركان النظام وتكشف الوجه الحقيقي لما يسمى “بالقوة الضاربة” التي لم تعد سوى شعارات فارغة، وما يزيد الطين بلة، حسب بعض المصادر التي وصفت ب”السرية”، هو تواجد الوكيل العسكري للمحكمة العسكرية المدعو “بخاري” في مصر، مما يفتح الباب أمام تساؤلات عن تدويل الأزمة وتبادل الاتهامات بين الأجنحة المتناحرة.

إن ما حدث هو صفعة قوية للرواية الرسمية التي تتباهى بالعزة والسيادة، فإذا كان الجنرالات أنفسهم يفرون كأي مهاجر سري بحثا عن فرص النجاة، فكيف يلام المواطن البسيط عندما يخاطر بحياته في قوارب الموت طلبا للكرامة؟ هذه المفارقة تكشف زيف شعارات النظام وانهيار ثقة النخب الحاكمة به، وفي خضم هذه العاصفة، دعت مجموعة من الفعاليات المعارضة لسياسة قصر المرداية منطقة القبائل إلى التحلي بالوعي والتمييز، من خلال التركيز على تحرير وإطلاق سراح أبنائها المعتقلين السياسيين وهو ما اعتبره النشطاء أولويتهم الوحيدة… فالصراعات بين العشائر في هرم الدولة لا تعني النضالات الاجتماعية والحقوقية في شيء، ولا يجب أن تكون تلك الصراعات وقودا لحرب أولئك الذين سيتحولون غدا إلى أعداء لحق الشعب القبايلي في الحرية والاستقلال…

نعم، هروب “ناصر الجن” هو جرس إنذار أخير، النظام الجزائري بكبراناته ينهار من الداخل، لقد بنى صورته على وهم القوة، لكن الحقيقة المرة أنه نظام يتفكك ببطء، وقد ينفجر في أي لحظة، المثير للسخرية أن ما عجزت عنه المعارضة لسنوات حققته قوارب الهروب، تعرية النظام أمام شعبه وأمام أنظار العالم، السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيكون هروب هذا “الجن” كشفا للستار عن مسرحيات قصر المرداية ومؤامراته؟ الوقت كفيل بالإجابة، ولكن اليقين أن شمس الحقيقة لا محالة ساطعة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار