وجدة حاضرة في جواز السفر المغربي: باب “حمام الجردة” رمز لحضارة عريقة وهوية وطنية
في لمسة بصرية أنيقة توحِّد بين الوثيقة الرسمية والهوية الثقافية، يتجلى باب “حمام الجردة” الشهير بالمدينة القديمة لوجدة، كعنصر معماري بارز على الصفحة الأولى من جواز السفر المغربي الجديد. كثيرون لا ينتبهون لهذا التفصيل، لكن عشاق التراث يدركون جيداً أن هذا القوس الهندسي البديع ليس مجرد زخرفة، بل هو اختزال مرئي لتاريخ غني، تنبض به المدينة الشرقية الأصيلة.
يمثل هذا الباب، الذي يعود لعقود خلت، مدخلاً لأحد أعرق الحمامات التقليدية بوجدة، وهو حمام الجردة، الذي ظل منذ قرون يشكل جزءاً من الحياة اليومية لسكان المدينة، وفضاء اجتماعياً وثقافياً يتقاطع فيه البُعد الديني بالنظافة، والاجتماعي بالحميمية.
وتعكس هذه الإشارة المعمارية في جواز السفر اعترافاً رسمياً برمزية مدينة وجدة، التي لا تقتصر أهميتها على موقعها الحدودي، بل تمتد إلى كونها واحدة من أقدم الحواضر المغربية، حيث تأسست منذ أكثر من 1000 سنة، وتشتهر بأسوارها التاريخية، وزخارفها الهندسية المتناغمة، ومدارسها العتيقة، وأسواقها الشعبية التي ما زالت تحتفظ برونقها.
وتُعتبر وجدة عاصمة الجهة الشرقية، ونقطة التقاء حضاري بين الشرق والغرب، وهو ما ينعكس في طابعها المعماري الفريد، الذي تمزج فيه الزخرفة الأندلسية بالتقاليد المحلية.
الاهتمام برمزية حمام الجردة في وثيقة رسمية مثل جواز السفر، هو بمثابة رسالة اعتزاز بموروث وطني مشترك، وتثمين لمقومات معمارية ظلت صامدة أمام الزمن، شاهدة على تاريخ أمة.
هذا الحضور الوجدَوي في وثيقة يسافر بها المغاربة عبر العالم، يُعد تذكيراً قوياً بأن الثقافة والتراث هما من أهم روافد الدبلوماسية الهادئة، وأن المدن المغربية، من طنجة إلى الكويرة، تملك ما تفتخر به وتُعرِّف به شعوب العالم.
بقلم : ابوجاد
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار