من الإرث الطبي العربي الإسلامي إلى الذكاء الإصطناعي: جسور العلم في درس افتتاحي بفاس

هشام التواتي
تم تنظيم درس افتتاحي يوم الجمعة 10 يناير 2025 بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، تحت عنوان “تاريخ الطب العربي الإسلامي وآفاق الذكاء الاصطناعي في التكوين الطبي”. ألقى الدرس البروفيسور نجيب الزروالي الوارثي، المعروف بكونه الأب الروحي لجراحة اليد في المغرب، حيث تولى سابقًا منصب عميد كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، كما شغل مناصب وزير وسفير سابق للمملكة المغربية بتونس. وقد أدار هذا الحدث الأستاذة زهور الشرقاني التي تميزت في تنظيم فقرات الدرس وتوجيه النقاشات بمهارة كبيرة.
وقد عبّر البروفيسور محمد كريم، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، عن تقديره الكبير للبروفيسور الزروالي الوارثي لقبوله الدعوة لإلقاء هذا الدرس. وأشار إلى أن الموضوع يعكس أهمية خاصة، إذ يجمع بين تسليط الضوء على الإرث الطبي العربي الإسلامي من جهة، واستعراض التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي والتقني من جهة أخرى.
من جهته، أبدى البروفيسور طارق الصقلي الحسيني، عميد كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، إعجابه بموضوع الدرس وراهنيته، مشددًا على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث العلمي ونقله للأجيال القادمة، مع التأكيد على أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي لتطوير طرق التعليم الطبي وضمان تكوين كفاءات قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
في مداخلته، استعرض البروفيسور الزروالي الوارثي الإنجازات البارزة للطب العربي الإسلامي عبر التاريخ، مبرزًا أسماء لامعة مثل التادلي، الإدريسي والخطيب، ومؤكدًا على الدور الجوهري لهذا التراث في تعزيز تقدم العلوم الطبية. كما دعا إلى استلهام هذا التاريخ لبناء تعليم طبي يرتكز على أسس صلبة، مع دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحقيق نقلة نوعية في التكوين الطبي.
في ختام اللقاء، أعرب البروفيسور الزروالي عن امتنانه العميق لجامعة سيدي محمد بن عبد الله ولطاقمها الأكاديمي على التقدم الذي حققته. كما ذكر بالإنجاز الكبير للجامعة المتمثل في اكتشاف المضاد الحيوي النباتي، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعكس الجهود الجماعية المبذولة لتعزيز مكانة الجامعة على الصعيدين الوطني والدولي.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار