جهات

الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس: رافعة للتنمية وتحديات المستقبل

هشام التواتي

شهدت الجمعية العامة لغرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس، يوم الإثنين 30 دجنبر الجاري، خطابًا حيويًا للسيد والي الجهة، أكد فيه على الأهمية الاستراتيجية لقطاع الصناعة التقليدية كرافعة للتنمية المستدامة ومحرك أساسي لخلق فرص الشغل وتحقيق التمكين الاجتماعي والاقتصادي للحرفيين والحرفيات.

وأشار السيد معاذ الجامعي إلى أن الصناعة التقليدية تمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والحضاري للمملكة المغربية، وهو ما يجعلها محورًا أساسيًا في الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تؤكد على ضرورة دعم هذا القطاع وتطويره لضمان استدامة الحرف وتحسين ظروف عمل الصناع التقليديين، فضلًا عن تعزيز تنافسية المنتجات التقليدية محليًا ودوليًا.

وعكست كلمة السيد الوالي ما حققته جهة فاس مكناس من إنجازات بارزة في هذا المجال، منها إحداث بنيات تحتية عصرية، تنظيم معارض وطنية ودولية، إطلاق برامج لدعم التعاونيات الحرفية، وتوفير التغطية الاجتماعية والتكوين المهني لفائدة الصناع التقليديين. وتعتبر هذه الجهود استجابة مباشرة للتوجيهات الملكية ولتطلعات الصناع التقليديين.

ومع ذلك، لا يزال القطاع يواجه تحديات عديدة، أبرزها التكيف مع متطلبات الأسواق الدولية، رقمنة العمليات الإنتاجية والتسويقية، وضمان الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية. كما أثيرت في الخطاب قضايا حيوية تتعلق بالبحث العلمي لضمان جودة المواد الأولية المستخدمة في المنتجات التقليدية، وهو ما تجلى في النقاش الدائر حول سلامة الطاجين المغربي.

وأكد السيد معاذ الجامعي على أن برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 يضع قطاع الصناعة التقليدية ضمن أولوياته من خلال مشاريع مبتكرة تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد الجهوي ومواجهة تحدياته بفعالية. كما جدد الوالي الالتزام بدعم الصناع التقليديين بالتعاون مع الوزارة الوصية وباقي الشركاء، انسجامًا مع الرؤية الملكية الطموحة.

في ظل هذه الدينامية التنموية، تبقى جهة فاس مكناس نموذجًا مشرقًا لتطوير الصناعة التقليدية، مما يعكس عراقة هذا التراث وعمقه الحضاري، ويؤكد على أهمية تسخير الجهود الجماعية للنهوض به كرافعة استراتيجية للتنمية.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار