مجتمع

التغول المحصن لرئيس المجلس الإقليمي لبركان. عبد المنعم محسيني عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

أصدر رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول إعلانا، موقعا من طرفه، للراغبين في الحصول على دبلوم جامعي للدراسات الأساسية في مجال اللوجستيك والتجارة الدولية، يعرض فيه أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسير بوجدة تفتح باب الترشيح للتكوين في التخصص المذكور، مشترطا من بين ما يشترطه أداء مبلغ مصاريف التسجيل وقدرها 500 درهم، وكذا مصاريف التكوين قدرها 25.000,00 درهم، داعيا الراغبين إلى إيداع ملفاتهم بمقر المجلس الإقليمي من الفترة الممتدة من 30 نونبر إلى غاية 20 دجنبر 2024.
وتأثرا بتفاعل الرأي العام المحلي والوطني مع هذا الإعلان، إلى درجة وصفه بالكارثة الكبرى والفضيحة العظمى على أساس انحراف رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول في استعمال السلطات المخولة له بموجب القانون التنظيمي للعمالات والأقاليم، وتدخله في مجالات خارجة عن اختصاصاته واختصاص المجلس الإقليمي……، وتأثرا بهذا كله سارع السيد محمد جلول رئيس المجلس الإقليمي إلى إصدار بيان توضيحي يوضح فيه أن نشر هذا الإعلان هو بهدف خدمة ساكنة الإقليم وإبقائها على إطلاع دائم بمستقبل أبنائها؛ وأنه يعتذر عن كل لبس شاب أو صاحب هذا المنشور.
وبهذا البيان التوضيحي، يتضح أن رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول عاش حالة ارتباك دفعته إلى التسرع في إصدار هذا البيان التوضيحي، التي جعلته يرتكب عدرا أكبر من الزلة، حيث عوض أن يكبح جماح تغوله بعد انفضاح زلته، زاد فيه وأطلق عنان “روتشيلدانيته”، ويعمق أسلوبه التغولي؛ وهو الأمر الذي يثير شهية الباحثين في علم السياسة إلى إجراء وإنجاز دراسات حول موضوع: ” مبدأ التغول السياسي : أسسه ومظاهره”، والذي مما لا شك فيه أن هؤلاء الباحثين سيلجؤون وسيعتمدون المنهج التحليلي الذي اتبعه فضيلة الفقيه والعالم المغربي محمد الشيلح، أستاذ مادة القانون المدني، في رسالته : ” مبدأ سلطان الإرادة، أسسه ومظاهره.”
إن تغول العدر عن الزلة التي ارتكبها رئيس المجلس الإقليمي، يوضح بجلاء ما يلي:
أولا-/ استبلاد ساكنة إقليم بركان:
يتضح من خلال البيان التوضيحي الصادر عن رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول، أن درجة التغول وصلت إلى درجة استبلاد ساكنة إقليم بركان والاستهزاء بذكائهم، متناسيا أن وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، أصدرت مجلدا تحت عنوان:” بركان قوة الذكاء.”
فعلا تناسى وتجاهل قوة ذكاء أجداد وأباء ساكنة إقليم بركان وتاريخهم المتميز في النضال من أجل استقلال ، وتحرير المغرب، تحت القيادة الحكيمة للسلطان محمد الخامس طبب الله ثراه؛ كما تناسى وتجاهل مساهمة أبنائهم الفعالة في بناء الدولة المغربية الحديثة تحت القيادة الرشيدة للملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، ومواصلة مساهمتهم هذه تحت القيادة المتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
تناسى السيد محمد جلول رئيس المجلس الإقليمي قوة هذا الذكاء المتواترة أبا عن جد، وأراد أن يوهم ساكنة إقليم بركان بأن الهدف من الإعلان هو خدمة ساكنة إقليم بركان، وقام بتحوير وتحريف موضوع الإعلان من تكوين جامعي إلى فرصة تدريبية، حيث جاء في الإعلان عن الترشيح أن الأمر يتعلق بالتكوين الجامعي للحصول على دبلوم جامعي، وبعد افتضاح تغوله وتدخله خارج اختصاصاته، حور وحرف بل وقزم في البيان التوضيحي التكوين الجامعي إلى مجرد فرصة تدريبية.
فهل يستهزئ بذكاء ساكنة إقليم بركان، وهل يتفنن في استبلاد قدراتهم الذهنية والفكرية، فمتى كانت الفرصة التدربيبة تؤدي إلى الحصول على دبلوم في الدراسات الجامعية الأساسية؟ إن ما صدر عن رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول في البيان التوضيحي يترجم المدى القصير والحيز الضيق للذكاء التدبيري الذي يمتاز به السيد رئيس المجلس الإقليمي في تدبير شؤون المجلس الإقليمي!!!!! ويا ليته كان ذكاء طبيعي، فإنه كان سيكون مقبولا من ساكنة الإقليم، رغم قصر مداه وضيق حيزه…..، لكنه بهذا البيان التوضيحي فإنه يبدو أنه مجرد ذكاء اصطناعي مصطنع، لذلك لن تتقبله ساكنة إقليم بركان.
النقطة الثانية التي تؤكد أن السيد محمد جلول رئيس المجلس الإقليمي لبركان يريد مواصلة تغوله في استبلاد ساكنة إقليم بركان أنه أكد في بيانه التوضيحي أنه قام فقط بإبلاغ ساكنة إقليم بركان بموضوع التكوين دون أي تدخل وأنه قام بإعادة نشره بناء على ما تقدمت به الأستاذة المكلفة ……، إنه عدر البيان التوضيحي أكبر من زلة إعلان الترشيح….، إنه تأكيد عن منهجية الاستبلاد وأسلوب الاستهزاء والتغول التدبيري في سلوك رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول؛ فكيف يمكن التسليم بفرضية إعادة النشر والحال أن إعلان الترشيح للتكوين من أجل الحصول على دبلوم الدراسات الجامعية، جاء برأسية المملكة المغربية، وزارة الداخلية، عمالة إقليم بركان، المجلس الإقليمي لبركان؛ …… إن رئيس المجلس الإقليمي ورط وزارة الداخلية وعمالة إقليم بركان والمجلس الإقليمي لبركان في مجال واختصاصات غير واردة، بالنسبة لوزارة الداخلية وعمالة إقليم بركان، في المرسوم رقم 2.19.1086 المتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة الداخلية، وبالنسبة للمجلس الإقليمي لبركان غير منصوص عليها في القانون التنظيمي رقم 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم.
فهل الإعلان عن الترشيح للتكوين الجامعي يتم برأسية وزارة الداخلية وعمالة إقليم بركان والمجلس الإقليمي لبركان؟ هذا هو مناط الاستهزاء بذكاء ساكنة إقليم بركان.
كان من الممكن أن يتم التصديق بأن الأمر خو مجرد إعادة نشر خبر التكوين لو كان الإعلان جاء برأسية وزارة التعليم العالي، جامعة محمد الأول، المدرسة الوطنية للتجارة والتسير بوجدة، وموقع من طرف مدير هذه المدرسة أو رئيس الجامعة؛ لكن، أن يتم الإعلان برأسية وزارة الداخلية وعمالة إقليم بركان والمجلس الإقليمي لبركان، وفي البيان التوضيحي يقول رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول أن الأمر هو مجرد إعادة نشر خبر التكوين. فهذا فيه استبلاد لساكنة الإقليم التي إن تغاضت وترفعت عنه، فإنها لن تتغاضى ولن تسمح بتوريط مؤسسات الدولة، وخاصة وزارة الداخلية وعمالة إقليم بركان والمجلس الإقليمي لبركان، في هذا التغول التدبيري والانحراف الخطير في استعمال السلطة الذي ينهجه السيد محمد جلول باعتباره رئيس المجلس الإقليمي لبركان.
إن الإعلان عن الترشيح للتكوين من أجل الحصول على الدبلومات الجامعية هو اختصاص أصيل يتم برأسية وزارة التعليم العالي والمؤسسات الجامعية، وليس برأسية وزارة الداخلية وعمالة إقليم بركان والمجلس الإقليمي لبركان.
ثانيا-/ انتهاك مبدأ دولة المؤسسات:
جاء في البيان التوضيحي:”…… أنه تم إعادة نشر خبر التكوين بناء على ما تقدمت به الأستاذة المكلفة…”
يبدو من خلال هذه العبارة التي جاءت في البيان التوضيحي، أن تغول رئيس المجلس الإقليمي السيد محمد جلول وانحرافه الخطير في استعمال السلطة وصل به إلى درجة انتهاك مبدأ دولة المؤسسات الذي يعتبر جوهر وروح دستور المملكة المغربية لسنة 2011.
إن السيد محمد جلول رئيس المجلس الإقليمي لبركان تعامل في إصدار إعلانه فقط مع الأستاذة المكلفة بالتكوين. وكأن هذه الأخيرة هي المدرسة الوطنية للتجارة والتسير وكأنها هي جامعة محمد الأول أو على الأقل ممثلة قانونية لهما وناطقة باسمهما.
إن السيد محمد جلول بصفته رئيس المجلس الإقليمي لبركان سمح لنفسه بنشر هذا الإعلان دون الرجوع للمجلس الإقليمي، سمح لنفسه القيام بذلك وكأنه هو مؤسسة المجلس الإقليمي.
إن ما قام به السيد محمد جلول رئيس المجلس الإقليمي في هذا الإعلان للترشيح يبين ويؤكد أنه لا يتعامل وفق مبدأ المؤسسات وإنما وفق مبدأ شخصنة مؤسسات الدولة، وهذا هو مظهر التغول والانحراف في استعمال السلطة الذي يهدد دولة المؤسسات.
ثالثا-/ انتهاك مبادئ تكافؤ الفرص والشفافية والنزاهة:
إن ما يؤكد أن الأمر ليس مجرد إعادة نشر خبر التكوين، خلافا لما جاء في البيان التوضيحي، وإنما هو تغول خطير واعتداء صارخ على مؤسسات الدولة، هو تضمين الإعلان مسألة إيداع ملفات الترشيح بمقر المجلس الإقليمي لبركان، وأن القبول سيتم بعد انتقاء ملفات الترشيح وإجراء المقابلة.
إنها سابقة من نوعها في تاريخ التكوين الجامعي، حيث كل الإعلانات ومنذ زمن طويل تؤكد أن إيداع ملفات الترشيح تتم في مقر المؤسسات الجامعية، ومصلحة شؤون الطلبة، وذلك حفاظا على الشفافية والنزاهة والحياد في انتقاء ودراسة ملفات الترشيح وقبولها بعد إجراء المقابلة.
الاستثناء الوحيد والأوحد على قاعدة الأيداع بمقر المؤسسات الجامعية، هو ما جاء به إعلان السيد رئيس المجلس الإقليمي الذي فرض أن يتم الإيداع بمقر المجلس الإقليمي، فهل لم ينتبه لمخاطر هذا الاستثناء على مبادئ النزاهة والشفافية والحياد وتكافؤ الفرص عند دراسة ملفات الترشيح وانتقائها من أجل إجراء المقابلة؟
رابعا-/ أي حصانة يتمتع بها رئيس المجلس الإقليمي: رغم هذا الانحراف الخطير والتغول الممنهج، فإن الواضح أن مقولة الفقيه الفرنسي Paul DECROUX عند وصفه لبعض مقتضيات قانون الحقوق العينية المطبق على العقارت المحفظة، بالمقتضيات التي ولدت ميتة TEXTES MORTS، أضحت تنطبق على القانون التنظيمي للعمالات والأقاليم فيما يخص انتهاك رئيس المجلس الإقليمي لبركان للدستور والقوانين الجاري العمل بها، وخاصة المادة 65 من هذا القانون التنظيمي التي تعطي للسيد عامل إقليم بركان سلطة مراسلة السيد محمد جلول رئيس المجلس الإقليمي لبركان لتقديم أيضاحات حول مخالفته وانتهاكه للقوانين الجاري العمل بها وارتمائه واستحواذه على صلاحيات واختصاصات مؤسسات الدولة، وخاصة القانون الذي يسند للمؤسسات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي سلطة وصلاحية إعلان الترشيح للتكوين من أجل الحصول على دبلوم الدراسات الجامعية الأساسية؟ فهل هو محصن من تطبيق مبدأ سيادة القانون المنصوص عليه في الفصل السادس من الدستور ؟؟؟؟

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار