روح المسيرة الخضراء تتجدد في سماء الشرعية الوطنية. الطيب الشكري
روح المسيرة الخضراء تتجدد في سماء الشرعية الوطنية.
الطيب الشكري
يخلد الشعب المغربي الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء هذه السنة في ظل تطورات مهمة تشهدها قضية وحدتنا الترابية، ولعل أبرزها الخطاب الملكي الذي وجهه عاهل البلاد إلى الشعب المغربي بمناسبة إفتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة وهو الخطاب الذي تم تخيص فقراته إلى ما تعرفه قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية من تطورات متسارعة وغير مسبوقة حيث قال جلالته ” لقد قلت منذ إعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف ودعوت كذلك للانتقال من مقاربة رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية “، وهذا يعني في عمقه أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس في كيفية تدبير ملف وحدتنا الترابية الوطنية خاصة بعد توالي الاعترافات بنجاعة وواقعية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب وحضي بإشادة كبرى دول العالم وكذا سحب عدد منهم لإعترافها بجمهورية الوهم الابن غير شرعي لدولة الجزائر، كما يأتي إحيائنا واحتفالنا بالمسيرة الخضراء في ظل إعتراف فرنسي صريح بمغربية الصحراء وهنا أشار جلالة الملك بالقول ” ها هي الجمهورية الفرنسية تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء وتدعم مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية المغربية كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل ” وزيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى المغرب والتي أعلن خلالها عن موقف فرنسا الصريح والواضح من قضية الوحدة الترابية للمغرب والتي جدد فيها عبر كلمة له أمام البرلمان المغربي عن موقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب على صحرائه حيث قال ” أعيد التأكيد أمامكم في نظر فرنسا حاضر ومستقبل هذه المنطقة في إطار السيادة المغربية”.
كما تأتي احتفاليتنا بهذه الذكرى الغالية على قلوب المغاربة بعد تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقرار 2756 والذي حضي بموافقة 12 عضوا وامتناع اثنين آخرين عن الصويت واعتبر في حينه خطوة مهمة في إتجاه تعزيز سيادة المغرب على كافة أقاليمه الجنوبية وحشر في الوقت نفسه دولة الجزائر في الزاوية الضيقة بعد أن ألزمها القرار الأممي على ضرورة الإنخراط الإيجابي في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
تطورات وأحداث متسارعة تستوجب اليوم يقظة مستمرة عبر تقوية الجبهة الداخلية الوطنية والتصدي لكل الأصوات النشاز التي تغرد خارج الإجماع الوطني الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس الذي أكد في معرض خطابه أمام نواب الأمة على أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقضة لمواصلة تعزيز موقف بلادنا والتعريف بعدالة قضيتنا والتصدي لمناورة الخصوم، مشددا على وجوب شرح أسس الموقف المغربي للدول القليلة التي لا زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ والعمل على إقناعها بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء، داعيا في سياق حديثة إلى تظافر جهود كل المؤسسات والهيئات الوطنية الرسمية والحزبية والمدنية وتعزيز التنسيق بينهما بما يضفي النجاعة اللازمة على آدائها وتحركاتها “.
لقد ظل المغرب وعلى مدى سنوات مهادنا متسامحا مع أعداء وحدتنا الترابية سواء في الداخل أو الخارج، وإذا كنا على المستوى الخارجي قد حققنا تقدما مهما وكسبنا نقاطا جد مهمة في انتظار الطي النهائي لهذا الملف الذي أخذ منا نصف قرن من الدفاع عن ارضنا وأمننا بشتى الوسائل المتاحة وفرضنا الأمر الواقع على الأرض بإطلاق تنمية شاملة على مدن الصحراء، فعلى المستوى الداخلي وجب القطع النهائي معع تحركات خونة الداخل الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة كما يقول المثل العامي، والضرب بيد من حديد على كل الأصوات النشاز المشوشة على مسار التسوية الذي يسير فيه المغرب تحت قيادة جلالة الملك، لأن وجود هذه الفيروسات داخل إجماعنا الوطني أمر لم يعد مقبولا بالمرة وبالتالي أصبحت محاربتها بكل الوسائل القانونية الجزرية مطلبا شعبيا لإنهاء سياسة اللعب على الحبلين التي ظل ينهجها عدد من خونة الداخل وبما ان المناسبة شرط نسحضر ما قاله الملك في إحدى خطبه بمناسبة ذكرى سابقة للمسيرة الخضراء ” وبروح المسؤولية نؤكد أنه لم يعد هناك مجالا للغموض أو الخداع فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد إنتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها بالتآمر مع أعداء الوطن”.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار