الملتقى العالمي للتصوف *التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي * شعار الدورة 19.

عالم أونلاين / عثمان بويزرو.

في عالم يتسارع فيه تطور التكنولوجيا ويستحوذ فيه الذكاء الاصطناعي على أجزاء كبيرة من حياتنا اليومية، يطرح التساؤل حول كيفية تأثير هذه التطورات على القيم الإنسانية والروحية التي تمثل جوهر التجربة البشرية. الملتقى العالمي للتصوف، الذي يُعقد تحت شعار “التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي”، يستكشف هذا التفاعل المعقد بين التقليد الروحي والابتكار التكنولوجي.

**التصوف في عصر التحولات التقنية:**

التصوف، بصفته تجربة روحية عميقة تهدف إلى التوصل إلى الحقيقة الإلهية من خلال التأمل والعزلة الروحية، يجد نفسه في مواجهة مع عالم يُحكم بقوانين الذكاء الاصطناعي والبيانات. تاريخياً، كان التصوف يستهدف تحقيق نوع من المعرفة الحقة تتجاوز المظاهر المادية للحياة. ولكن مع ظهور الذكاء الاصطناعي، يتعين على المتصوفين والمفكرين الروحيين النظر في كيفية تأثير هذه التكنولوجيا على القيم التي يعتزون بها.

**الذكاء الاصطناعي وتحديات القيم الإنسانية:*

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عالمنا بطرق عديدة، بدءًا من الذكاء التنبؤي إلى الأتمتة والتحليل العميق للبيانات. بينما توفر هذه التكنولوجيا مزايا كثيرة، فإنها تثير أيضًا مخاوف بشأن فقدان القيم الإنسانية الأساسية مثل الإيثار، والرحمة، والخصوصية. تتساءل الأوساط الروحية حول كيفية الحفاظ على هذه القيم في عصر يحكمه التحليل الرقمي والبرمجة.

**مآل القيم في ظل الذكاء الاصطناعي:*

في هذا السياق، يطرح الملتقى العالمي للتصوف مجموعة من الأسئلة الجوهرية: كيف يمكن أن يتعايش التصوف مع التقدم التكنولوجي؟ هل يمكن أن تسهم القيم الروحية في توجيه الذكاء الاصطناعي نحو أهداف إنسانية نبيلة؟ وكيف يمكن للتصوف أن يثري فهمنا للقيم الإنسانية في مواجهة التحديات الرقمية؟

الملتقى يسعى إلى تسليط الضوء على كيفية استخدام الحكمة الصوفية لتوجيه التكنولوجيا الحديثة بما يتماشى مع القيم الإنسانية العميقة. من خلال الحوار والتأمل، يمكننا أن نرسم خريطة للتوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على القيم الروحية.

إن زمن الذكاء الاصطناعي يتطلب منا إعادة تقييم مفاهيمنا الأساسية حول الإنسان والقيم. من خلال استكشاف العلاقة بين التصوف والتكنولوجيا، يمكننا أن نكتسب رؤى جديدة حول كيفية بناء مستقبل يتسم بالتناغم بين الروحانية والابتكار. الملتقى العالمي للتصوف يتيح فرصة فريدة للتأمل في هذه الأسئلة الكبيرة، ويسهم في فتح أفق جديد لفهم كيف يمكن أن يكون التقدم التكنولوجي محفزاً لتعزيز القيم الإنسانية بدلاً من تهديدها.