مجتمع

المدينة الذكية.. المشروع الوهمي لعامل إقليم بركان

بداية و رفعا لكل لبس قد يقع فيه القارئ و قبل التطرق الى أي شيء فغيرتنا على هذه المدينة المنكوبة هي الدافع و المحرك لنا، لنكتب مقالا ننتقد فيه الواقع المؤلم و المرير الذي تعيشه مدينتنا العزيزة ، قد نجد أنفسنا مجبرين على القول بصريح العبارة – اللي فهم شي حاجة يفهمنا معاه –

و لأننا كأبناء هذه المدينة الجميلة و التي كانت الى عهد قريب أشبه بقرية هادئة تتوسطها الحقول والضيعات الفلاحية ، حتى أضحت عاصمة البرتقال نظرا لجودة المنتوج ومذاقه ،ولعبت السمعة الطيبة لساكنة المدينة في الشهرة الدولية للبرتقال البركاني.

لقد كبرنا وترعرعنا في هذه المدينة ،ومرت الأيام و كبرت القرية و أصبحت مدينة، و كبرت أحلامنا معنا ،و حلمنا بمدينة فيها كل ما يتمناه المرء وأن تكون لؤلؤة بين مدن العالم ،بل الأجمل على الاطلاق.

ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي سفننا بل ربما لم تكن هناك رياح حتى تقلع هذه السفينة الى بر الأمان ،لذا كان لزاما علينا أن نقولها وبصراحة، وأن نعطي رأينا في الموضوع و نقدم نقدا بناءا و ليس نقدا من اجل النقد و ليس نقدا من أجل الاختلاف فقط و التشبث بالمثل القائل — إنا عكسنا– نقدا يخدم المدينة والمصلحة العامة للساكنة ..ونقدا نابعا من الغيرة على هذه المدينة وما يقع فيها من كوارث .

قد يتوهم البعض أننا ننتقد فقط من أجل النقد ،ولكن كان لزاما علينا طرح بعض الاسئلة وفتح نقاش حول الحدث الأسطورة والمشروع الوحيد و الأوحد “المدينة الذكية “والذي يمكن اعتباره مشروعا وهميا يتم التسويق له عبر بعض الجرائد من خلال كتابة مقالات على المقاس في إختيار عناوين رنانة .

وبدون سوء نية أو قصد وجدنا أنفسنا مجبرين على التعبير عن آرائنا عبر هذا المقال و وضع النقاط على الحروف، لذالك دخلنا على موقع جوجل وبحثنا كثيرا عن مفهوم “المدن الذكية” وكانت الصدمة حيث أن الترتيب العالمي للمدن الذكية حسب الموقع هم عشرة مدن #1- نيويورك #2- لندن #3- باريس #4- طوكيو #5- ريكيافيك (عاصمة آيسلندا) #6- سنغافورة #7- سيول #8 – تورنتو الكندية #9- هونج كونج #10- أمستردام دولة المانيا ..

هنا نقف لحظة نتأمل جيدا في الترتيب العالمي ،ونسأل هل ممكن أن تتحول مدينة بركان بقدرة قادر من قرية فلاحية و عاصمة لليمون الى تبني مشروع عالم الرقمنة،لاأحد يكره ذالك وربما سنكون أول من يصفق وبالحرارة ، ولكن هل تغلبت مدينة بركان على جميع المشاكل التي تعيشها للتبنى مشروع الرقمنة و التحول الى المدينة الذكية بجرة قلم؟؟ وهل هو مشروع الدولة أو حلم مسؤول يريد تحقيقه ،وهل هناك دراسة شاملة للمشروع ،أما كان من باب أولى معاجلة مشاكل المدينة التي تغرق فيها، وإتمام مشاريع تهيئة المدينة ،وبعدها نفكر هل ممكن التحول لمدينة الذكية، و لما لا تبني الذكاء الاصطناعي كمشروع ؟؟

لسنا ضد مشروع كهذا المشروع المهم و الذي إن تم تنزيله بواقعية على أرض الواقع سيكون إضافة نوعية ومكسب مهم للإقليم، وربما ينضاف إلى الإقليم، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه و بشدة هل العنصر البشري من موظفين و أطر و المتواجدين حاليا على أرض الواقع بالمقاطعات و الإدارات مؤهلين فعليا لإنجاح هذا الورش المهم؟؟؟

أما كان من باب أولى بالمسؤول الأول و الأخير عن الإقليم ،التحول التدريجي و العمل على إنجاح المدينة الذكية بالتدريج بدل محاولة إنزاله و إنجاحه و فرضه بالقوة على أرض الواقع ؟؟؟

لسنا ضد كل ما من شأنه رفع اسم الإقليم وطنيا وعالميا للمدينة، لأنه سبق وحذرنا من قبل وانتقدنا السرعة التي انشأت بها شركة مرافق بركان و السرعة القصوى التي سارت بها الشركة و فرضها على الجماعات المحلية و تفويضها الإشراف على جميع القطاعات الحيوية، و الان وبعد مرور سنوات معدودة على تأسيسها نرى بوادر سقوطها ،بعدما تم هدر المال العام في تجربة فاشلة ، بل الكارثة الكبرى لا قدر الله انهيارها و فشلها في تدبير القطاعات الحيوية التي تسيرها كنا قد نبهنا إليه مسبقا

إننا و من منطلق غيرتنا على هذه المدينة الغالية لا يسعنا الا أن نعبر عن حزننا الشديد ،ونحن نرى أن هناك من يقف موقف المتفرج ،لمسلسل هزلي يتكرر في إقليم بركان ،من تسويق لمشاريع ،ربما نعطي بعض الأمثلة في مقال آخر ، لكي نعبر فيه عن نقد هادف و بناء من أجل مستقبل أفضل.

المدينة الرقمية أو رقمنة الإدارة مشروع مهم في ظل العولمة و التطور التكنولوجي لكن حينما يتم تنزيله بعد دراسة متأنية و شاملة من جميع النواحي. نتمنى ان نكون قد اخطأنا في توقعاتنا و نتمنى ان يكون المسؤولون على صواب لكن الحكم النهائي ستسفر عنه النتائج المستقبلية لهذا الورش..

لانه ومن المؤسف في الأمر هو أن المسؤول عن الإقليم بركان لم يدرك بعد أن نَسْخ الابتكارات بشكلٍ مباشرٍ من مدينة ما ونقله إلى مدينة أخرى لا يضمن تحقيق القيمة المرجوة لعامة الناس. كما أن هؤلاء المسؤولين يجدون أنفسهم تحت ضغطٍ كبيرٍ لتحويل مدنهم إلى مدن ذكية في مدة زمنية قصيرة، ما يفرض عليهم ظروفاً قد تحدّ من قدرتهم على التعامل مع الطبيعة المتفردة لكل مدينة. وتمنعهم من إدراك أن ما ينجح في إنتاج قيمة ملموسةً في مكان ما، قد لا يكون مجدياً في مدينة أخرى. وبعبارة أخرى، فهم “السياق” هو ما يحدد نجاح أو فشل المدن الذكية ..

والشرح يحتاج منا إلى أن نحلل أكثر في الإقليم ونقول للجميع أن إقليم بركان به 16 جماعة وأغلب الجماعات تنتمي إلى العالم القروي مثلا ..جماعة زكزل جماعة فزوان جماعة الرگادة جماعة بوغريبة وجماعة اكليم جماعة الشويحية جماعة مداغ جماعة رسلان جماعة تافوغالت جماعة بوهرية جماعة اغبال جماعة كافمور لعثامنة جماعة أحفير جماعة سيدي سليمان شراعة جماعة السعيدية وجماعة بركان؟؟ أغلبها تفتقر إلى أبسط المقومات من ناحية الهيكلة وأغلبها تفتقر إلى البنية التحتية، ومن هذا المنطلق نعود لصلب الموضوع هل فعلا هناك مدينة ذكية كما يروج لها عبر أنشطة نسمع عنها في كل مرة من خلال زيارات مسؤولين ووزراء ، ربما من يقرأ هذه الجرائد من سكان المدن المغربية ،سيصدقون ذالك لأنهم لا يعرفون واقع إقليم بركان ونحن بدورنا نريد أن نصدق بل أكثر من ذالك نريد فعلا أن تكون مدينة بركان من بين المدن الذكية ولكن ..هنا مربط الفرس كيف …

السؤال الجوهري الذي نود الإجابة عليه ماهي تكاليف المادية لإنجاح المدينة الذكية وكم من الأموال صرفت؟؟

وهل هناك دراسة ميدانية لتنزيل مشروع المدينة الذكية على أرض الواقع؟؟

وهنا سأتوقف واعود بمقال أخر نفصل فيه أكثر لأن المسألة تحتاج إلى تفصيل مدقق وعميق كون مزال هناك مجموعة من التساؤلات و التي نتمنى ان نجد لها اجوبة من طرف المسؤولين

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع عالم أون لاين AalamOnline لمعرفة جديد الاخبار